لماذا الزواج على مذهب أبي حنيفة، بعد مرور أكثر من مئة عام على اتباع المذهب الحنفي في عقد الزواج، على الرغم أن المذهب الشافعي هو المذهب المتبع في جمهورية مصر العربية، فقد أثارت تلك المسألة جدالاً واسعاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتساءل الكثير من المصريين عن السبب الحقيق وراء ذلك، مطالبين عدد من الشيوخ والمفتيين بتوضيح تلك الإشكالية، فقد وجدت أربعة مذاهب في الدين الإسلامي، كل دولة من الدول الإسلامية تتبع في تعليماتها وأنظمتها لمذهب معين تتخذ منه منهجاً في تحديد أنظمتها ولوائحها وقوانينها، وفي سياق هذا الحديث، سنوضح لماذا الزواج على مذهب أبي حنيفة النعمان، السؤال الذي حيّر الكثير من المواطنين المصريين.
مذهب أبي حنيفة
أُثير جدالات وتساؤلات حول الطريقة التي يتم من خلالها عقد الزواج في جمهورية مصر العربية، فقد مر أكثر من مئة عام على اتباع مذهب أبي حنيفة فغي عقد الزواج، واستغرب المصريون لك كونهم يتبعون مذهب الشافعي، ولكن وحسب المادة 180 من لائحة ترتيب المحاكم الشرعية بالمرسوم بقانون 78 لسنة 1931م، بالإضافة أيضاً للمادة السادسة من القانون رقم 462 لسنة 1955م، فقد تم الإقرار بضرورة أن تصدر الأحكام التي تخص الأحوال الشخصية لأرجح الأقوال التابعة لمذهب الإمام ابي حنيفة رحمه الله، ولكن يجدر الإشارة هنا ان كان الزواج تم وفق مذهب ابي حنيفة فليس شرطاً أن يتم الطلاق وفق نفس ذات المذهب.
لماذا الزواج على مذهب أبي حنيفة
الكثير جعل الخلفية الشرعية والأبعاد التي تخص عبارة لطالما سمعها الشارع المصري في عقد النكاح، وهي :«على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان وعلى الصداق المسمى بيننا»، العبارة التي لم يتساءل عنها الكثيرين، ولكن في الأيام القليلة الفائتة، فقد تدفقت التساؤلات وتناثرت عبر شبكات الإنترنت المختلفة، للاطلاع بشكل مفصل على المراد والهدف من كون الزواج في مصر باتباع المذهب الحنفي، وقد كان لبعض الشيوخ والعلماء المصريين رأياً وتوضيحاً كان من خلال المنحى التالي:
- تفضّل مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام، وقدّم رداً لتلك التساؤلات التي أُثيرت حول الزواج في جمهورية مصر العربية، حيث أنه بيّن أن المذهب الذي تم الاعتماد عله في مصر، هو مذهب أبي حنيفة، وتم استحداثه منذ أكثر من مئة عام، وبين السبب في ذلك قائلًا: «إن مذهب أبو حنيفة نصر المرأة وأعطاها الأهلية الكاملة لإنشاء عقد النكاح وبقية العقود الأخرى سواء فى التصرف المالى أو غيره من العقود».
- كما وقد بين المفتي أن الزواج على مذهب أبي حنيفة، وخاصة بعد أن يقول المأذون زوجتك موكلتي، فهذا وفق الفقه تكون كما يرى فضيلة المفتي: “فهذه العبارة بها دقة فقهية لأن الوكالة لا تكون إلا عن حق ثبت للأصيل أي أعطى المرأة حقوقها في الوكالة والملك وفي تفويض حقها للغير”
ولكن يجدر هنا التنويه أن مفتي الجمهورية أجاز تغيير المذهب، حيث ان الشريعة الإسلامية لم تحدد مذهباً محدداً من أجل مقد النكاح، فكافة المذاهب متاحة طالما كان ذلك في إطار الفتوى والاجتهاد.
بين الحين والآخر تنتشر عدد من التساؤلات حول بعض القضايا الدينية أو الاجتماعية أو أي نوع من تلك القضايا، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويتم مناقشتها من قبل الجهات المعنية بذلك، وكان آخرها لماذا الزواج على مذهب أبي حنيفة، والذي وضحناه لكم أعلاه.