هل الاموات يتقابلون وهل الميت يسمع عند غسله من حوله ؟ ففي حياة البرزخ خفايا كثيرة علمها عند الله وحده، وحياة البرزخ هي حياة ما بعد الموت، ومن شدة حب الأحياء للميت فإنهم يبحثون بإستمرار عن حياة الميت بعد موته، وهل يشعر هذا الميت بالأحياء من أهله، أو بأصدقائه الأحياء. كما أن حياة البرزخ أحد الغيبيات التي لم يعلم الإنسان عنها إلا أمور بسيطة، وأهمها كيفية صعود الروح إلى السماء وعودة الروح الخبيثة إلى جسد صاحبها، وبعضاً من العلم حول الساعات الأولى بعد دفن الميت في قبره. فهل الاموات يتقابلون وهل الميت يسمع عند غسله من حوله ؟
هل الميت يسمع عند غسله من حوله ؟
الموت والحياة وما بينهما حياة الإنسان التي يقضيها إما ساجداً عابداً لله عز وجل، أو أن يكون عاصياً مذنباً مجاهراً بذنبه والعياذ بالله. فمسألة حياة البرزخ وهي حياة القبر حقيقية ولكن لا يعلم كيفيتها إلا الله عز وجل، وكل ما وصلنا عن حياة البرزخ هي أمور ذكرت في القرآن وفي صحيح مسلم والبخاري، والتي شرحها العلماء وفصلوها خير تفصيل، وهناك قولان للعلماء حول مسألة سماع الميت لمن حوله عند غسله، ومن هذه الأقوال:
- القول الأول: ذهب إلى أن الميت يحس ويشعر بمن حوله، وهذا قول أغلب الفقهاء حول مسألة إحساس الميت بمن حوله والذين استشهدوا على هذا القول من حديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: (نَّ العَبْدَ إذَا وُضِعَ في قَبْرِهِ وتَوَلَّى عنْه أصْحَابُهُ، وإنَّه لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ، أتَاهُ مَلَكَانِ فيُقْعِدَانِهِ، فَيَقُولَانِ: ما كُنْتَ تَقُولُ في هذا الرَّجُلِ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأمَّا المُؤْمِنُ، فيَقولُ: أشْهَدُ أنَّه عبدُ اللَّهِ ورَسولُهُ، فيُقَالُ له: انْظُرْ إلى مَقْعَدِكَ مِنَ النَّارِ قدْ أبْدَلَكَ اللَّهُ به مَقْعَدًا مِنَ الجَنَّةِ، فَيَرَاهُما جَمِيعًا – قالَ قَتَادَةُ: وذُكِرَ لَنَا: أنَّه يُفْسَحُ له في قَبْرِهِ، ثُمَّ رَجَعَ إلى حَديثِ أنَسٍ – قالَ: وأَمَّا المُنَافِقُ والكَافِرُ فيُقَالُ له: ما كُنْتَ تَقُولُ في هذا الرَّجُلِ؟ فيَقولُ: لا أدْرِي كُنْتُ أقُولُ ما يقولُ النَّاسُ، فيُقَالُ: لا دَرَيْتَ ولَا تَلَيْتَ، ويُضْرَبُ بمَطَارِقَ مِن حَدِيدٍ ضَرْبَةً، فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا مَن يَلِيهِ غيرَ الثَّقَلَيْنِ).
- القول الثّاني: وفي هذا القول ذهب أهل العلم إلى أن أهل القبور لا يشعرون ولا يحسون أثناء الغسل بمن حولهم، وذلك استناداً لما جاء في قوله تعالى في سورة فاطر: “وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ”
حقيقة أن الاموات يتقابلون … هل تتلاقى الارواح ؟
فصل الكثير من علماء الدين كيفية تلاقي الارواح بعد الموت: الأموات بعضهم البعض، وكيفية تلاقي الأموات مع الأحياء، وذلك بالاستناد على ما جاء في صحيح مسلم والبخاري، مستدلين بذلك على أحاديث نبوية وما جاء عن الصحابة رضوان الله عليهم بهذا الشأن. فالاموات يشعرون بالأحياء؛ بل وإنهم يعلمون بعض الأمور عن الأحياء ولكن ما أراده الله، ويبقى عالم البرزخ بيد الله وحده، وما علمه لعباده كفى، وما أخفاه فإنه هو عنده علم الساعة والغيب كله، وفي الفيديو التالي شرح لكيفية تلاقي الارواح، وكيف أن الاموات يتقابلون بعد الموت:
في عالم البرزخ الكثير من الأمور الغيبية التي جعلت الأحياء يبحثون في حقيقتها، وحقيقة تلاقي الأرواح بعد الموت، وما يحدث للميت عند غسله، وهذا يجعل كل منا يطرح سؤالاً هل الاموات يتقابلون وهل الميت يسمع عند غسله من حوله ؟ نعم، ولكن بالكيفية التي يعلمها الله وحده، وكل ما أوتينا من علم حول حياة البرزخ هو من عند الله.