حديث شريف يدل على محبة الرسول عليه الصلاة والسلام للأنصار، النبي محمد صلى الله عليه وسلم خير الخلق وأكرمهم على هذه الأرض، بعثه الله هادياً وناصحاً للأمة ليدعو الناس إلى الإسلام بالموعظة، ففي سيرته النبوية العطرة الكثير من القصص والروايات، التي تدل على إنسانيته وتواضعه واحترامه لمن هم أقل منه قدراً مهما كان جنسهم أو وصفهم، وتعتبر قصته مع الأنصار من أعظم قصص المحبة، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم شديد الحب للأنصار، وذلك بسبب موقفهم مع المسلمين واستقبالهم لهم، عندما ضاقت بهم مكة المكرمة، فقد ضربوا مثالاً أعلى للأخوة في الإسلام بين المسلمين والأنصار، وفيما يلي سوف نتعرف على حديث شريف يدل على محبة الرسول عليه الصلاة والسلام للأنصار.
دواعي محبة الرسول صلى الله عليه وسلم للأنصار
يتسائل البعض عن منهم الأنصار فهم يبحثون لتزيد ثقافاتهم الدينية فنحن سنتكلم بالتفصيل عن الأنصار ومن يكونوا، الأنصار هم قبائل البعض منهم آمن بالرسول قبل هجرة النبي محمد والصحابة اليهم، فهم أطلق عليهم الأنصار وذلك لمناصرتهم للنبي محمد، فهم يعتبروا من سكان يثرب وينتمون الى قبائل أوس وخزرج، قبائل أوس يشار اليهم بالنسبة الى أوس بن حارثة وقبائل خزرج بالنسبة الى خزرج بن حارثة وكليهما يطلق عليهم بنو قيلة وذلك انتساباً لأمهم قيلة بنت الأرقم، عرفوا الأنصار بكرمهم وشهامتهم مع اخوانهم الذين حلوا بهم فهم لم يقصروا معهم وهناك كانت لهم مواقف عديدة تشهد لهم بالايخاء فتقاسموا كل شيء بينهم وبين المهاجرين فمن المواقف التي تدل على الايخاء موقف حصل بين سعد بن الربيع وعبدالرحمن بن عوف حيث قال لعبدالرحمن: (اني أكثر الأنصار مالاً، فاقسم مالي نصفين، ولي امرأتان فانظر أعجبهما اليك فسمها لي أطلقها، فاذا انقضت عدتها فتزوجها، قال بارك الله لك في أهلك ومالك)، فهذا نموذج صغير عن كرم الأنصار، وكان أيضاً من أفضل وأخير الأنصار رضي الله عنهم:( أبي بن كعب، معاذ بن جبل، سعد بن معاذ، سعد بن عبادة، والبراء بن معرور، وحسان بن ثابت، وأنس بن النظر، وأنس بن مالك وغيرهم)، بعدما تعرفنا على الأنصار دعونا نذكر حديث يدل على محبة الرسول للأنصار بعد كل هذه المواقف التي قاموا بها.
حديث شريف يدل على محبة الرسول عليه الصلاة والسلام للأنصار
كان للأنصار فضل كبير في الاسلام وفي قلب النبي محمد صلى الله عليه وسلم حيث أنه روى الكثير من الأحاديث التي تدل على محبته لهم ومكانتهم، فسنذكر العديد من الأدلة في السنة النبوية عن فضلهم و لا نقتصر على حديث يدل على محبة الرسول للأنصار بل سنتحدث أيضاً عن مكانتهم عند الله تعالى بآيات عدة، فمن الأحاديث التي رواها النبي عن الانصار:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لولا الهجرة لكنت امرأً من الأنصار).
- قال صلى الله عليه وسلم : (الأنصار لا يحبهم الا مؤمن ولا يبغضهم الا منافق، فمن أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله).
- قال صلى الله عليه وسلم: (آية الايمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار).
- قال صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لا يحب الانصار رجل حتى يلقى الله، الا لقي الله وهو يحبه، ولا يبغض الأنصار رجل حتى يلقى الله، الا لقي الله وهو ببغضه).
- قال صلى الله عليه وسلم: (اللهم اغفر للانصار، ولأبناء الأنصار، ولأزواج الأنصار، ولذراري الأنصار، الأنصار كرشي وعيبتي ولو أن الناس أخذوا شعباً وأخذت الأنصار شعباً لأخذت شعب الأنصار، ولولا الهجرة لكنت امرأً من الأنصار).
حديث الرسول للانصار
حديث عن الْبَراء بن عازب رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الأنصار: (الأَنْصارُ لا يُحِبُّهُمْ إِلاَّ مُؤْمِنٌ، وَلا يُبْغِضُهُمْ إِلاّ مُنافِقٌ، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ أَحَبَّهُ اللهُ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ أَبْغَضَهُ اللهُ). متفق عليه، ويدل هذا الحديث على محبة النبي عليه الصلاة والسلام للأنصار بسبب مشاركة أموالهم وبيوتهم ويطلقوا من زوجاتهم ليتزوج المهاجرين.
فضل الأنصار في القرآن الكريم
كرم الله سبحانه وتعالى الأنصار فمحبة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كانت من محبة الله لهم، فجاءت آيات قرآنية كبيرة توضح وتدل على مكانى الأنصار عند الله تعالى منها:
- قال الله تعالى في كتابه الحكيم: ( الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون). سورة التوبة (20)
- قال الله تعالى: ( لقد تاب الله عن النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم انه بهم رؤوف رحيم). سورة التوبة (117)
- قال الله تعالى في كتابه الحكيم: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدآ ذلك الفوز العظيم). سورة التوبة (100)
- قال الله تعالى: ( والذين تبوءوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهم حاجم مما آوتوا ويؤثرون على أنفسهم ول كان بهم خصاصة، ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون). سورة الحشر (9)
ورد في السنة النبوية حديث شريف يدل على محبة الرسول عليه الصلاة والسلام للأنصار، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم شديد الحب للأنصار، وذلك تقديراً لهم على حسن تعاملهم واستقبالهم له ولصحابته والمؤمنين، وذلك حين هاجروا من مكة إلى المدينة، فاستقبلوهم بالأناشيد والترحيب الشديد.